النيل

الغذاءُ...وَقُودُ الحيَاة، عَلِّمْنِي كيْفَ أُنْتِجْه..

في هذا العام، ومنظمة الأمم المتحدة للزراعة والأغذية (الفاو) تستعد للاحتفال بيوم الأغذية العالمي تحت شعار "التعاونيات الزراعية تُغَذِّي العالم"، حيث تتناول أهمية العمل التعاوني الزراعي، لم أجد مثالاً عملياً واقعياً حقيقياً وَقِفْتُ عليه سوى جمعيةٍ تعاونيةٍ تَحَدَّتْ الصعاب وواجَهَتْ المهددات البيئية الكبيرة، لكنها..!! عبرت إلى أرض المنظمة الدولية (إيطاليا)، ورفعت اسم السودان عالياً في محفلٍ علميٍ كبير، ونالت نجمةً للإنجاز، واختيرت كأحسن جمعيةٍ تعاونيةٍ محليةٍ تدير مواردها الطبيعية، وقبل التعرف على هذه النجمة.. تعالوا بنا نتعرف على هذه الجمعية الرقم... قصة النجاح: قرية ودعمر، تقع في الريف الغربي لأمدرمان، محلية أمبدة، وحدة الأمير الإدارية، وتحدها قرية "مهيلة" شمالاً، الطريق السريع إلى الولاية الشمالية غرباً، قريتي "سوج" و"عجيب" جنوباً وقرية "ودالحوري" شرقاً. وتبعد عن أم درمان 52.2 ميلاً في اتجاه الشمال الغربي. ويقدر عدد سكانها بـــــــ 805 نسمة (2008م). جمعية ودعمر التعاونية متعددة الأغراض تمثل مجموعةً محليةً منظمةً لإدارة مواردها المحلية، مسجلةً تحت قانون تعاون ولاية الخرطوم 1995م تحت الرقم 580، أتت فكرة إنشاء الجمعية من السكان المحليين لقيادة التغيير المجتمعي المنشود (مجتمع رعوي متنقل إلى مجتمع زراعي- رعوي شبه مستقر)، وكان الهدف الأساسي من قيامها مساعدة أعضاءها في تحسين مستوى معيشتهم من خلال: تنوع الأنشطة الأسرية المدرة للدخل (بإضافة النشاط الزراعي إلى الأنشطة الرعوية السائدة)، الاستغلال الكامل والأمثل لمواردهم المحلية والذي يعتمد على الظروف المناخية السائدة في المنطقة وطرق التغلب عليها. ومثل الهدف الثاني حجر الزاوية والتحدي الأكبر للجمعية التعاونية بهذه القرية، لما تتسم به المنطقة من مهدداتٍ بيئيةٍ كبيرةٍ تتمثل في زحف الرمال وحركتها وانعدام الأمطار مما يمثل عائقاً كبيراً وسداً منيعاً في سبيل تحقيق الأهداف المرجوة، لكنها وبمساعدة الأطراف المشاركين لها في هم إصحاح البيئة المحلية وجعلها قابلةً للنشاط الزراعي، استطاعت أن تحسن من العمل الزراعي حتى أصبح يمثل 18% من دخل الأسر، وذلك باجراء بعض المعالجات الخاصة بالتربة لجعلها مناسبةً للعمليات الزراعية. غطت المعالجات الخاصة بالتربة في قرية ودعمر 6.5 هكتاراً هي المساحة الكلية التي تديرها الجمعية، مثلت هذه الإضافة الجديدة لمصادر الدخل الاسري بقرية ودعمر انجازاً غير مسبوقاً في منطقةٍ تتسم بالمناخ الصحراوي حيث ترتفع درجات الحرارة صيفاً وتنخفض شتاءاً، وتندر فيها الأمطار وتغيب تماماً في بعض الفصول غير مصادر قليلةٍ للمياه تتمثل في الأودية الموسمية والآبار، وفي تربةٍ رمليةٍ تحركها الرياح العاتية، وطينيةٍ في مناطق الأودية الموسمية و أخرى صخريةٍ تنقلها المياه. أصبحت المنطقة- بعد جهود الإستصلاح - تزرع مجموعةً من المحصولات الزراعية تمثلت في الآتي: البصل، الطماطم، الذرة الشامية والبطيخ. وطبقاً لمناخ المنطقة السائد فإن سكان ودعمر يمارسون مهنة رعي: الماعز والأغنام والجمال ويَهْوُون تربية الدواجن (يمثل النشاط الرعوي 65% من دخل الأسر). ü أهداف ترمي الجمعية لتحقيقها: · التجميع الزراعي: للأنشطة الزراعية الفردية المتفرقة، · جعل الخدمات متاحةً لجميع السكان بالقرية وتعميمها على الماشية كمصدر دخلٍ أساسي، · مكافحة التصحر عن طريق تثبيت الرمال المتحركة، · جعل مياه الري متوفرةً من البئر الموجودة بالمنطقة، · إنتاج المحاصيل الغذائية خاصةً البامية، · إنتاج الأعلاف للماشية، · تثبيت مبادئ التعاون الزراعي بالقرية. ü أهم إنجازات الجمعية التعاونية: · جعل العمالة الزراعية متاحة، · المشاركة في بناء مدرسة للقرية وتوفير الإحتياجات اللازمة لها، · بناء مركز صحي خاص بالقرية، · المشاركة في تثبيت زحف الرمال وذلك باستخدام: زراعة الشتلات الزراعية، واستخدام الإطارات البلاستيكية لحمايتها من زحف الرمال، · تحقيق الاستقرار الاجتماعي في القرية. هذه الإنجازات، قادت إلى تنوع الأنشطة الإقتصادية للأسر، مما أدى إلى تحسين دخلها والإرتقاء بالمستوى المعيشي الخاص بها. ü خدماتٍ ضرورية تقدمها الجمعية: · توفير مياه شربٍ نقية، · التعليم، · الرعاية الصحية الاولية. أضحت الجمعية مثالاً يحتذى في تقديم الخدمات الضرورية لأعضاءها، وتعمل الجمعية على تقييم أداءها وتوسيع قاعدة المستفيدين من خدماتها، وتعمل على تقوية نقاط ضعفها والاستفادة من الميز النسبية المتاحة لها مستقبلاً. نجمة الإنجــــاز... بقي الآن أن نتعرف على نجمة الانجاز التي حازتها الجمعية، فعلى ضفاف البحر الأدرياتيكي وفي جنوب شرق إيطاليا بمدينة باري وبمعهد الدراسات الزراعية المتوسطية(1)، اجتمعت الهيئة الأكاديمية للمعهد وأجمعت على اختيار "جمعية ودعمر التعاونية متعددة الأغراض-أم درمان-السودان"، كأفضل مجموعةٍ محليةٍ في إدارة مواردها الطبيعية، واختارت البحث المقدم حولها(2) كأفضل البحوث في هذا المجال. حريٌ بالسودان..وهو على مرمى سويعاتٍ من تكريم التعاونيين، أن يكرم هذه الجمعية التي رفعت اسم السودان وأن يمنحها وساماً للأنجاز، يكن مفخرةً لها لِمَا أنجزت، وتحفيزاً وشحذاً لغيرها من الجمعيات التعاونية الزراعية في بلادي. (1) Mediterranean Agronomic Institute of Bari. (2) The role of local resource management Organizations: case of "Wad Omar" Multipurpose Cooperative Society in Omdurman western rural community, Central Sudan.

المصدر: م.زراعي:عمار حسن بشير عبدالله - وزارة الزراعة
elneel

ahbab

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1354 مشاهدة
نشرت فى 14 أكتوبر 2012 بواسطة elneel

النيل

elneel
(لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ *) ahbab6996@ hotmail.com »

درر النيل:

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

952,609