النيل

الغذاءُ...وَقُودُ الحيَاة، عَلِّمْنِي كيْفَ أُنْتِجْه..

من تعاليم الاسلام العالية في مجال الاجتماع ، الداعية ، الى مراعاة الذوق العام، واحترام الشعور الفردي للآخرين ،وحماية وصون صحة الانسان النفسية والعصبية : الدعوة الصريحة الى خفض الصوت وإطلاق القدر المناسب منه ، والتخلص مما زاد عن ذلك فقد جاء في محكم التنزيل "واغضض من صوتك" - سورة لقمان- في ما عرف بالضوضاء فما هي ، وما آثارها على الفرد وكيف نتخلص منها؟

الضوضاء هي :(جملة أصوات مستهجنة تحدث تأثيراً مضايقاً للسمع ، ومثيراً للأعصاب) وتقاس شدة هذه الاصوات عادة بوحدة تسمي الديسيبل DECEBEL وهو:) وحدة قياس التفاوت في الشعور بين صوتين).

وهناك بحوث عديدة أجريت في هذا المقام ، وهي جميعاً متفقة على :أن انتشار الضجيج الدائم يفعل فعلاً سيئاً في الجهاز العصبي المركزي ، فيوثر على السمع ، وينجم عنه صمم وظيفي، أوفقدان مؤقت لحدة السمع،  وعندما تكون مستويات الضجيج دون الـ55DEC يصيب الإنسان عجز عن النوم، مع ردود فعل أخرى تتجلي في: الصداع ، توتر الاعصاب والارهاق ،خاصة إذا ما وصلت شدة الضجيج 90DEC.

كما قد يكون الضجيج مدعاة للإصابة بالأمراض الناتجة عن التوتر مثل : القرحة بأنواعها وضغط الدم ، كما أثبتت الدراسات التى أجريت أن النسب العالية للصوت لها تأثير ملحوظ على الناحية النفسية للانسان.

وهنالك اتفاق عام على ان هدير الشاحنات والطائرات النفاثة، الأسراع من الصوت تعتبر من أكبر المنغصات لسكان المدن القريبة مساكنهم من الموانئ الجوية التى تستقبل هذه الطائرات، ولقد ثبت فعلاً ان الصدمة التى يحدثها صوت إختراق الطائرة لحاجز الصوت، تعتبر تهديداً مباشراً وخطيراً للسمع، كما ثبت إصابة السكان بالقرب من المطارات بكثير من الإضطرابات النفسية والعصبية .

إن هذه الأصوات المحدثة للضيجج هي عبءٌ لايحتمل على أذاننا، وعلى جميع جهازنا العصبي، وقد أدى الإفتقار إلى تخطيطٍ حصيف للمدن، إلى وضع المطارات بالقرب من المدن المركزية، وعدم مراعاة زحف وتمدد هذه المدن اليها، والى مزج المناطق الصناعية بالمناطق السكنية، مما سبب كثيراً من المعاناة بالنسبة لأعصاب الانسان وحياته.

ويؤكد صمويل ردزن- أحد رواد البحث العلمي في الأصوات – أن رد فعل التعرض للصوت الشديد المستمر يؤدي الى: تضييق الشرايين وعدم انتظام ضربات القلب. ويؤثر الضجيج في الانسان عادةً إما عن طريق إصابته بالصمم نتيجة لتلف الخلايا الشعرية المجهرية الناقلة للصوت من الأذن الى المخ – الأمر الذى يسبب إنفجاراً مفاجئاً فيها، أو يضعف السمع ضعفاً مزمناً لا شفاء منه.

وقد درس الباحثون تأثير الضجيج على الصحة العامة للناس، وتبين لهم أن: المرء يشكو عقب التعرض للضجيج الشديد من عدة أمراض أهمها:

ý    نقص فى إفرازات المعدة، وإفرازات المعى مما يسسبب إرباكاً هضمياً يتجلي في مظاهر شتي.

ý    زيادة توتر العضلات وارتفاع الضعط الشرياني، الذى يكون مصحوباً بتسارع في تواتر الحركات التنفسية.

ý    ضعف في سرعة الدورة الدموية، يتجلي في اطراف الانسان، وقد يصاحب ذلك نوع من الزوغان في الرؤية.

ý    زيادة افراز الادرينالين مما يؤدي الى ارتفاع نسبة السكر في الدم.

ورغم كل هذه الأخطار التى يسببها التلوث الضوضائي نجد أن هنالك بعض من السلوكيات الخاطئة التى نمارسها وتتفشى في مجتمعنا وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر:

ý    أصوات الموسيقي الصاخبة العالية المنطلقة في وقت راحة الانسان وسكونه.

ý    أماكن بيع أشرطة الكاسيت المنتشرة والتى يلجأ أصحابها الى رفع أصوات استديوهاتها بصورة ملفتة.

ý  استعمال منبهات السيارات من قبل بعض السائقين في غير ما حاجة إليها قرب الأماكن التى يحظر فيها الاستعمال : كالمستشفيات ، دور العبادة ، اماكن التعليم ، وكمظهر للفخر والزهو لاغير.

ý    رفع بعض السائقين لاصوات مسجلاتهم داخل المركبات العامة بصورة حادة.

ý    استخدام شرطى المرور لصفارته بصورة مستمرة غير متقطعة في غير ما حاجة.

ý  رفع أصوات الاجهزة بصورة كبيرة، وفي حيز مساحي ضيق، يعمل يعمل على تركيز الصوت، وذلك في المنازل وداخل الدور المغلقة.

ý    إقامة البعض لقشارات الحبوب ذات الصوت، وسط الدور السكنية.

وغيرها من السلوكيات التى تعتبر مظهراً غيرحضارى سئ، يسهم في زيادة الضوضاء والازعاج.

ولايفوتنا هنا ، أن نذكر أن الصيحة   Sonification، تعتبر احد الوسائل الحديثة في ابادة الآفات الزراعية. وهي " توجيه موجات صوتية عالية لاتتحملها تلك الكائنات في تجمعاتها مما يؤدي الى نفوقها ".  والصيحة – موجات صوتية عالية فوق تحمل البشر- أرسلها الله تعالي من السماء على بعض الامم الغابرة في الزمان الاول، فأهلكهم بها، رغماً عن بنيتهم الجسمانية العظيمة.

وللتقليل من نسبة التلوث الضوضائي عملياً، تبين ان اوراق النباتات لديها القدرة على امتصاص 35% من نسبة الضوضاء، كما أن المسطحات الخضراء داخل المدينة تقلل من التلوث الضوضائي بنسبة 40%، لذا ينصح بزيادة رقعة المسطحات الخضراء داخل المدن، كالحدائق والمسطحات العامة وزراعة الأشجار الكبيرة الغزيرة على جوانب الطرقات. الا أن هذا لايعتبر الحل الناجع حيث تؤثر الملوثات السامة الأخري وخواصها الكيميائية على وظائف النبات بشكل مباشر فيصفر ويذبل، وكما أن للتوعية البيئية في مجال محاربة الضوضاء دوراً هاماً في الحد من التصرفات اللا مسؤولة والسلوكيات غير السليمة، وذلك بتضافر وتكامل جهات الاختصاص في وضع التشريعات القانونية الحازمة في هذا الشأن، الداعية الى احترام الذوق العام، وحماية الانسان من أخطار التلوث بالضوضاء.

 

جدول يوضح شدة بعض الاصوات مقارنة بما يتحمله الانسان

 

الصوت

الشدة / ديسيبل

السكون

صفر

التنفس العادي

10

جرس الهاتف الآلي

70

جرس الساعة المنبه

80

انطلاق طائرة نفاثة

120

قذيفة مدفع عند الانطلاق

120

إطلاق صاروخ في الفضاء

170

أقصي – ما يتحملة الإنسان

140

المصدر: AOAD  الخرطوم.

 * هذا المقال نشر بصحيفة الرأي العام السودانية، بتأريخ 5 /6/ 2000، بمناســبة اليــوم العــالمي للــبيئة.

المصدر: بقلم/م.ز. عمار حسن بشير عبدالله
elneel

ahbab

  • Currently 40/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
12 تصويتات / 2347 مشاهدة
نشرت فى 27 نوفمبر 2010 بواسطة elneel

النيل

elneel
(لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ *) ahbab6996@ hotmail.com »

درر النيل:

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,035,748